تعايش الإسلام مع كافة الأديان، سواء السماوية منها أو غير السماوية، وهذه العلاقة من الناحية العقائدية بين المسلم والغير المسلم تنظمها السورة الكريمة التي عُنونت باسم “سورة الكافرون”، كما كان الحال مع مشركين وكفار قريش الذين حاربوا واضطهدوا الإسلام والمسلمين منذ قيام الدعوة إلى الإسلام: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
وفي التاريخ الإسلامي الدليل الواضح على ذلك، فقد عقد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – العهود والمواثيق مع كفار قريش ودعى إلى احترام وعدم نقض الوعود والعهود،
مع غير اهل الذمة من الكتابيين، ونفس الامر مع طوائف اليهود وقبائلها في الجزيرة العربية، ونجد في تلك العهود التي تضع أسس التعايش السلمي المشترك، لا تُلزم أحدا على الملة، مع الاحتفاظ كل بدينه وبشريعته وإحترام معتقداته دون إلزام الآخر به. وذلك إنطلاقا من نزول سورة سورة الكافرون، كما في قوله تعالي قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا وفي قوله: وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ وهي كذلك سنّة الخلفاء الراشدون. ونجد أرقى نماذج التعايش السلمي إبان العصور الوسطى في بلاد الأندلس، بين مختلف الأديان والطوائف والأعراق وخاصة بين المسلمين واليهود. مما أنتج حضارة متميزة لازالت قيمها الجمالية وإشعاعاتها في العديد من المجالات تقف شاهدة على بزوغها من ذلك العصر.
ومن هنا ارسى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه قواعد السلام والتعايش السلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها لينهل من علمه أبناءه وأحفاده وأبناء شعبه
وإن مركز أفق السلام الدولي الذي ينهل مبادئه من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في نشر السلام وتطبقه رئيس ومؤسس مجلس الادارة الدكتورة تغريد زهدي محمد والتي أطلقت جائزة التعايش السلمي والتآخي لتحقيق ذلك والتي ترمز بحد ذاتها الى معاني التآخي والتعايش والسلام