بقلم الدكتورة تغريد زهدي محمد مؤسس ورئيس مركز أفق السلام الدولي
يتضح المعني اللغوي لمفردة السلام في اللغة أنَّها أحد أسماء الله الحسني هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام فهو مشتق من فعل سلِم ويعني أمِن من كل ما يؤذيه أو يقلق باله وضميره، أي تعني الأمان والاطمئنان، والحصانة والسلامة ، ومادة السلام تدل على الخلاص والنجاة السلام
إنَّ مفهوم بناء السلام يُشير إلى تحديد البُنى ودعمها، في حين أنّ هذه البُنى، مهمّتها ترسيخ وتفعيل السّلام وتمكينه، وذلك لعدم الانجرار والزجّ في صراعات جديدة، وعدم تكرارها مرّة أُخرى، الأمر الذي أدَّى لنشوء ما يُعرف بالدبلوماسيّة الوقائيّة، وأساسها تعاون عدّة جهات، والعمل يداً واحدة وبشكلٍ دائمٍ وواضح المعالم، لحلّ الصعوبات والمُعضلات التي تواجه الفرد، سواء أكانت إنسانيّة أم ثقافيّة أم اجتماعيّة وحتى الاقتصاديّة، كون هذه المشكلات أو إحداها هي السبب الرئيسيّ لنشوب الحروب والنزاعات عبر التاريخ.
نجد أن فكرة السلام والتعايش الدولي تتداخل بشكل واضح مع فكرة الحرب والصراع , فإذا كان الإنسان بدوره لا يستطيع ان يعيش بمعزل عن الآخرين وان طبيعة الحياة والمدنية تدفعه بإلحاح إلى التعايش معهم من جهة , فان نفس الفكرة الطبيعية جعلت من عدم احتمال الناس لبعضهم البعض او بسبب اختلاف المصالح والأهداف والتوجهات من جهة أخرى يدخلون في صراعات وحروب دموية , وكذلك هو الحال بالنسبة للجماعات الكبرى والدول في علاقاتها مع بعضها البعض ولكن بوسائل وتوجهات مختلفة تدفعها مصالح اكبر وأكثر اتساع وشمولية.