لا يتشابه وضع الأطفال من مساحة إلى مساحة أخرى بشأن العالم في يومنا ذلك، فبينما ينعم جزء عظيم منهم بشتى أشكال التنعم والخيرات، يرزح الآخرون تحت البغي؛ حيث يعيشون في أوضاع عسيرة لا تتناسب والكرامة الإنسانية من ضمن أبرز المشاكل التي يتكبد منها جزء عظيم من الأطفال في يومنا ذلك إشكالية أيدي عاملة الأطفال، والتي تحتوي الكثير من الأنواع، فبعض أشكال أيدي عاملة الأطفال فيما امتهان جلي للكرامة الإنسانية .
الأطفال يولدون بقدرة طبيعية وغير إرادية على الإبداع والتخيل، للأسف فإن البيئة المحيطة هي التي من شأنها إما تحميس تلك القدرة أو كبتها الإبداع والتخيل يساعدان على إنماء الرابطة بين الآباء والأولاد حيث يتركان مجالا للأطفال ليعبروا عن المشكلات التي تواجههم في المدرسة أو مع الأصحاب أو غيرهم .
الأطفال هم زينة هذه الحياة التي نحياها، نظراً إلى أنَّهم هم بناة المستقبل، ومن تعقد عليهم مسؤوليّاتٍ كبيرةٍ وضخمة وهائلة في رفعة عائلاتهم الصغيرة وعائلاتهم الكبيرة المتمثّلة في شعب وأمَّةِ كلِّ واحدٍ منهم. إنَّ الأطفال اليوم يعانون من مشاكل متعدّدة في بقاعٍ عديدةٍ من العالم، الأمر الذي يعيق عمليّة نموهم جسديَّاً وعقليَّاً، من هنا فنحن نرى حجم التركيز الكبير على الأطفال في مناطق النزاعات ومناطق الفقر الشديد جداً في كافّة المحافل الدولية، وفي الخطابات العالمية، إلَّا أنَّ الواقع يقول إنَّ هذا الكلام كلَّه سيذهب هباءً منثوراً في حال لم تقم الحكومات المسؤولة عن هؤلاء الأطفال بأيّة إجراءاتٍ من أجل تحسين حياتهم وأنماط معيشتهم؛ فالحكومات المحليّة في المناطق التي تعاني من أزمات هي الأقدر على الوصول إلى هؤلاء الأطفال المنكوبين .
العناية بالأطفال يمكن أن تعدَّ استثماراً هامَّاً للمستقبل، فكلّما كانت رعاية الأطفال والعناية بهم أفضل، كان ذلك أفضل للمستقبل، فإذا أُسِّس الأطفال على العلم والمعرفة والأخلاق الحسنة، كانوا شعباً متقدِّماً في المستقبل، وإلَّا استحالت الدولة إلى جحيمٍ لا يطاق، وانهارت حتى ولو كانت في مصافِّ الدول المتقدّمة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الدكتورة تغريد زهدي محمد
سفيرة النوايا الحسنة
رئيس مركز أفق السلام الدولي
المنسق العام للجمعية النرويجية الدولية للعدالة والسلام