أول الطريق إلى الانتقال من العسر إلى اليسر هو التخلص من التفكير السلبي والأفكار السلبية التي تسيطر على الإنسان في حالة الشدة، فتحتل مشاعره وإدراكه وتفكيره وتهيمن ليس فقط على عقله وقلبه بل على أعصابه وعلى قدراته كلها تقريباً.. وهنا، في هذه اللحظة بالذات، يصبح الإنسان بلا أي مقاومة أو حصانة تجاه أسوأ الأمراض والأفكار والتصرفات..! وأفضل ما يمكن ان يقاوم الإنسان به هذه الحالة المتعددة السلبيات، ان يملأ نفسه وقلبه وعقله باليقين بأن ثمة بعد العسر يسراً.. وأن بعد كل شدة فرجاً .
من سنن الله تعالى الدالة على ربوبيته نظم اليسر بالعسر، وجعل الفرج مع الكرب، وإخراج المنح من أرحام المحن، وهي سنة تربي الخلق على القرب من الله تعالى، فإذا أيسروا فبطروا جاءهم العسر ليكسر سورة النفس، ويمنعها عن العلو والاستكبار، ويمنعها من البغي والطغيان، ويردها إلى الله تعالى، فإذا تهذبت أخلاقهم، وصفت قلوبهم، واستقامت أحوالهم، وأظهروا الذل والافتقار لله تعالى، ولهجوا له سبحانه بالضراعة؛ جاءهم اليسر فزال عسرهم؛ لئلا يستبد بهم اليأس والقنوط، المؤدي إلى الكفر والجحود.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الدكتورة تغريد زهدي محمد
سفيرة النوايا الحسنة
رئيس مركز أفق السلام الدولي
المنسق العام للجمعية النرويجية الدولية للعدالة والسلام