جعل الله سبحانه وتعالى الحياة كثيرة التقلّب، فحالها لا يستقيم لأحد، ولا تصفو من الكَدر، لأنّ فيها الخير والشر، السرور والحزن، الأمل واليأس، حيث يأتي الأمل ليضيء الظلام المتواجد في الحياة، ويبعث في النفس البشرية المُثابرة والجِّد، حيث إنّ الأمل الذي يبعث الإنسان المؤمن لمخالفة أهوائه والأمل في الفوز بالجنة، كما أنّ الأمل هو الذي يبعث الطلّاب على الدراسة والجِد لتحقيق أملهم في النجاح، وقد ورد في القرآن الكريم آية كريمة تبُث روح الأمل والتفاؤل بالمسلمين، قال الله عز وجلّ: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الأمل هو من أهمّ العناصر في الحياة؛ فهو يبعث الفرح والطمأنينة، يُحفّزنا على الصمود والمثابرة وعدم الاستسلام و يُبعدنا عن الكسل والكآبة والإحباط ، فليس هناك أجمل من كلمات تبعث الأمل في نفوسنا وتزيد حياتنا روعةً وجمالاً .
فالأمل هي تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلا أنها تفتح أفاقاً واسعة في الحياة
ويقولون دائمًا: مِن رحم المُعاناة يُولد الأمل، ربّما لأنّ ميلاد الأمل لا يتحقّق عن طريق فكرة ملموسة، وإنّما يتحقق عن طريق الموهبة، وكما قال محمود درويش: “ليس الأمل مادّة ولا فكرة، إنّه موهبة” فأنتَ وحدك القادر على خلقه من قلْب المُعاناة، وإنارة الطريق لنفسك بشمعة الأمل في عتمة اليأس، واستعادة الإيمان والأمل بالله في ذروة القنوط والإحباط .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الدكتورة تغريد زهدي محمد
سفيرة النوايا الحسنة
رئيس مركز أفق السلام الدولي
المنسق العام للجمعية النرويجية الدولية للعدالة والسلام